بكين ترد على طلب واشنطن التدخل لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل

بكين ترد على طلب واشنطن التدخل لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل

12 ابريل 2024
من لقاء بين وزيري خارجية الصين والولايات المتحدة بواشنطن العام الماضي (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الصين تشدد على ضرورة أداء دور بنّاء في تهدئة التوترات بالشرق الأوسط، مطالبة الولايات المتحدة بالمساهمة الإيجابية بعد طلب أمريكي للضغط على إيران لتجنب التصعيد ضد إسرائيل.
- إيران تعلن عن نيتها الرد على الهجوم الإسرائيلي، رافضةً طلبات الوسطاء الدوليين بضبط النفس، مما يزيد من احتمالية التصعيد، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع تصعيد إضافي.
- تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر من إيران، مع تقييمات تشير إلى احتمالية وقوع الهجوم خلال 24 إلى 48 ساعة، وسط قلق دولي من تصعيد كبير في المنطقة.

أكدت الصين، اليوم الجمعة، أنها حضّت واشنطن على أداء "دور بنّاء" بشأن التوتر في المنطقة، وذلك غداة إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن طلب من نظيره الصيني وانغ يي حثّ إيران على عدم التصعيد ضد إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "ستواصل الصين أداء دور بنّاء في مسألة الشرق الأوسط (...) والمساهمة في تهدئة الوضع. على الطرف الأميركي خصوصاً أن يؤدي دوراً بنّاءً".

ويأتي هذا في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لمنع أي تصعيد في المنطقة، بعدما توعّدت إيران بالردّ على مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت في مطلع الشهر الحالي مبنى القنصلية الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق. وأكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن إيران رفضت طلب أطراف وسيطة، خلال الأيام الأخيرة، ضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني أبلغ هذه الأطراف بـ"أنه سيرد لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي".

وفي السياق عينه، قال مسؤولون ألمان، اليوم الجمعة، إن اتصالاً جرى بين ألمانيا والصين بخصوص التوتر بين إسرائيل وإيران، وإن بكين تحظى بنفوذ في هذا الصدد. وجاء ذلك خلال إعلان المسؤولين أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيزور الصين خلال الأيام المقبلة، حيث سيتطرق إلى المخاوف المتعلقة بدعم بكين لموسكو، وإلى طاقة الإنتاج الفائضة في الصين.

وأكد البيت الأبيض، أمس الخميس، أنه "حذر" إيران من مغبة شنّ هجوم على إسرائيل، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دولا بينها الصين والسعودية، إلى حضّ الجمهورية الإسلامية على عدم "التصعيد". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار خلال مؤتمر صحافي: "لقد حذرنا إيران"، غداة تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه "الثابت" لدولة الاحتلال في مواجهة أي هجوم إيراني. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين، الخميس، إن بلينكن تواصل مع نظرائه الصيني والتركي والسعودي، إضافة إلى وزراء أوروبيين، "ليوضح لهم أن التصعيد ليس في مصلحة أحد، وأن على الدول أن تحضّ إيران على عدم التصعيد".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الجمعة، نقلاً عن مصدر مطلع، أن إسرائيل تستعدّ لهجوم مباشر من إيران على جنوبها أو شمالها خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة، فيما تحدث مصدر آخر على تواصل مع القيادة الإيرانية عن أنه تتمّ مناقشة خطط الهجوم، لكن لم يتمّ اتخاذ قرار نهائي بعد. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الحرس الثوري الإيراني تواصل في وقت سابق من هذا الأسبوع مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وطرح عليه خيارات عدة لضرب المصالح الإسرائيلية، من بينها شنّ هجوم مباشر على إسرائيل بصواريخ متطوّرة متوسطة المدى، وفق مستشار للحرس الثوري. ونشرت حسابات مقرّبة من الحرس الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا والمنشآت النووية في ديمونة.

وفي وقت تحدثت فيه "وول ستريت جورنال" عن أن خامنئي لم يتخذ قراراً بعد بشأن الخطط، أشارت إلى أنه يشعر بالقلق من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية إذا تم اعتراض المقذوفات الإيرانية وقامت إسرائيل بردّ واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)