18-يوليو-2023
الأسير الفلسطيني وليد دقة من باقة الغربية، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 1986

الأسير الفلسطيني وليد دقة (1986-2023)

الترا فلسطين | فريق التحرير

"47 دقيقة"، هي المدة التي انتظرتها سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة على الهاتف صباح اليوم، وهي تحاول مع إدارة سجون الاحتلال الحصول على تصريح زيارة له، وهو وقت يزيد عن الوقت الفعلي للزيارة التي تنتظرها سناء وميلاد للقاء وليد كل أسبوعين، في عيادة سجن الرملة.

سناء سلامة: موضوع إطلاق سراح وليد دقة هو معركة ليس فقط على حريته وإنما على حياته

طوال هذه الفترة صباح اليوم كنّا نحاول الاتصال مع سناء لكن هاتفها ظل مشغولًا، وعندما ردّت أشارت إلى أن السبب هو محاولتها التسجيل للزيارة "أحيانا اتصل عليهم ويواصل الهاتف الرنين ولا يرفعون الهاتف حتى يفصل الخط وأعود للاتصال مجددًا، والانتظار مرة أخرى، فترتيبات زيارة أسرى الداخل تختلف عن أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة ولا علاقة للصليب الأحمر بنا".


اقرأ/ي أيضًا: وليد دقة.. أوديسة الزمن الموازي


وانطلقت ظهر اليوم الأربعاء موجة إذاعية مفتوحة لدعم وإسناد الأسير المريض وليد دقة في يوم ميلاده، ولإسناد بقية الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.

وحول آخر زيارة له، قالت سلامة، إن آخر زيارة له كانت قبل أسبوعين، وأبو ميلاد صار وزنه 34 كيلوغرامًا، وهو بحاجة إلى سنتين على الأقل حتى يعود إلى وضعه الطبيعي.

وأضافت في حديث مع "الترا فلسطين"، أن وليد لديه قدرة على التفاعل والحديث، ولكن الوضع الجسماني ليس سهلًًا بالمرة، وهو بحاجة لمسيرة تأهيل طويلة جدًا، وهو لا يستطيع الحركة إلا من خلال كرسيّ متحرك، وبمساعدة آخرين.

الأسير وليد دقة المعتقل منذ 38 عامًا، وهو من قدامى الأسرى في سجون الاحتلال، يعاني من نوع نادر من أمراض سرطان الدم 

وحول تطورات العلاج، قالت سناء: "يجب أن يكون هناك توازن دوائي لمجمل المشاكل الصحية التي يعاني منها، وهي قضية استئصال الرئة، وقصور القلب، ومرض السرطان".

وأضافت "يأخذ علاجًا لكل هذه الحالة المركبة التي عنده، ويحتاج أن يبقى في حالة توازن من ناحية الدواء،  وممنوع أن يحدث أي خلل، لأن الخلل قد يؤدي إلى مشاكل تؤثر في مسيرة العلاج، وقد يدخل إثر ذلك في وضع صحي صعب، لذا نأمل أن يبقى صامدًا، حتى يتقدم، ويزيد وزن جسمه، ويتمكن من المقاومة".

وحول رسالتهم في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى ميلاد وليد، قالت سلامة إنهم سيواصلون نشاطاتهم في الحملة المطالبة بالإفراج عن وليد، ولن نعفي أحدًا من المسؤولية، والكل مطالب بالعمل على إطلاق سراح وليد، والأسرى المرضى.

وأضافت أنه بالإمكان علاج وليد، إذا تمكنوا من تحريره من السجن، لذلك فإن موضوع إطلاق سراح وليد هو معركة ليس فقط على حريته وإنما على حياته، حتى يتلقى العلاج اللازم.


اقرأ/ي أيضًا: وليد دقة: عن الحب الذي يسمح للمسافة بالانحسار


بدوره قال رئيس جمعية نادي الأسير قدورة فارس في تعقيب مختصر لـ"الترا فلسطين"، إن الأسير دقة يعاني من سياسة الإهمال الطبي والقتل المتعمد من قبل سلطات الحتلال، ولذلك المطلوب هو تحرّك عاجل وفوري لإطلاق سراحه.

وفي بيان صحفي، أفاد نادي الأسير أن الأسير وليد دقّة هو أحد الأسرى القدامى، المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية (أوسلو) بشكل متواصل، وأقدمهم الأسير القائد محمد الطوس المعتقل منذ عام 1985، وعددهم اليوم (22) أسيرًا، إضافة إلى (11) أسيرًا من محرري صفقة (وفاء الأحرار)، اُعتقلوا منذ ما قبل توقيع اتفاقية (أوسلو) وأفرج عنهم عام 2011، وأعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير القائد نائل البرغوثي

وأضاف نادي الأسير أنه في آذار 2023 كان من المفترض أن يكون الأسير القائد وليد دقّة حرّا، بعد أن انتهت مدة حكمه البالغة 37 سنة، إلا أنّ نهج الاحتلال بالانتقام من الأسرى، والتّنكيل بهم بكل الأدوات، حرم الأسير دقّة من حقّه بالحرّيّة، وذلك بإضافة سنتين على حكمه على خلفية إدخال هواتف للأسرى، وفي آذار الذي كان من المفترض أن يكون موعدًا لحريته، تعرض دقّة لسلسلة انتكاسات صحيّة، إضافة إلى إصابته بنوع نادر من السرطان يصيب نخاع العظم، والآن يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا في (عيادة سجن الرملة).