ترامب يطلق أول وعوده الانتخابية: العفو عن "رهائن" اقتحام الكابيتول

ترامب يثير مخاوف مع إطلاق أول وعوده الانتخابية: العفو عن "رهائن" اقتحام الكابيتول

23 مارس 2024
دونالد ترامب عاد لخطابه الاستقطابي الموجه لليمين المتطرف (روبرت بيري/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دونالد ترامب وعد بالعفو عن المحكومين في اقتحام الكابيتول إذا فاز بالانتخابات، وصفهم بـ"الوطنيين" واستخدم لفظ "الرهائن" للإشارة إليهم، مما يعكس استراتيجيته الانتخابية الاستقطابية.
- استطلاع "وول ستريت جورنال" كشف عن معارضة 55% من المشاركين للعفو، بينما أيده 40%. ترامب استخدم خطاباً استقطابياً، ساخراً من بايدن ووصف بعض المهاجرين بـ"الحيوانات".
- العفو المحتمل يُعتبر تحدياً لوزارة العدل، وصفه المدعي العام الأميركي بالإنابة بـ"يوم مظلم" للعدالة. التحقيقات في اقتحام الكابيتول هي الأوسع والأكثر أهمية، أسفرت عن محاكمة أكثر من 1300 شخص.

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالإفراج عن المحكومين في قضية اقتحام مبنى الكابيتول بالعاصمة الأميركية واشنطن، التي وقعت في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، بحال فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وجاء تعهد ترامب مع إطلاقه أول وعوده الانتخابية، الأسبوع الماضي، بعد فوزه بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، ووصف المشاركين في هجوم الكابيتول بأنهم "وطنيون بشكل لا يصدق"، مستخدماً تسمية "الرهائن" على القابعين منهم في السجن. 

وأثار حديث ترامب عن منح عفو رئاسي للمشاركين في هجوم الكابيتول ذعر الجمهوريين الأكثر اعتدالاً والناخبين المستقلين، وفق ما تشير إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم السبت.

ترامب يعود لخطابه الاستقطابي

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنّ ترامب عاد لاستخدام خطاب استقطابي يساير قاعدته الأكثر يمينية على حساب الوسطيين، فهو سخر من تلعثم منافسه جو بايدن، ووصف بعض المهاجرين بـ"الحيوانات" وقال إن الديمقراطيين اليهود يكرهون دينهم وإسرائيل.

وتقول "وول ستريت جورنال" إنها أجرت استطلاعاً للرأي في نهاية فبراير/ شابط الماضي حول منح العفو الرئاسي لأشخاص مدانين بجرائم، وعارض 55% من المشاركين في الاستطلاع منح العفو، في حين أيّده 40%.

وكان الجمهوريون قد انتقدوا الإجراءات الحكومية بخصوص الهجوم على مبنى الكابيتول، ولا سيما محاكمة ترامب واتهامه بالتحريض على أعمال الشغب بسبب عدم اعترافه بنتائج انتخابات 2020 واتهام المسؤولين بتزوير الانتخابات.

وتنقل الصحيفة الأميركية عن ستيف بانون، أحد كبار مستشاري ترامب السابق، قوله إن الجمهوريين غير مرتاحين للإجراءات الحكومية التي اتُّخذت حيال أحداث 6 يناير، ولذلك يهتم ترامب بالإفراج عن المتهمين، متوعداً بأن يكون هناك "تحقيق جاد من قبل السلطة التنفيذية والكونغرس" حول ذلك بحال فوز ترامب.

من جهة أخرى، إن صدور مثل هذا العفو من قبل ترامب بحال فوزه، سيقوّض من سلطات وزارة العدل، بحسب الصحيفة، التي تشير إلى إصداره عفواً عن حلفائه السياسيين الذين كانوا يقضون عقوباتهم في السجون مثل بول مانافورت، رئيس حملته في انتخابات 2016، وبانون والمستشار السياسي روجر ستون.

يوم مظلم

وقال تشانينغ فيليبس، الذي أشرف على العديد من المحاكمات الأولى في 6 يناير بصفته المدعي العام الأميركي بالإنابة الذي عينه بايدن في واشنطن عام 2021، إن العفو عن المتهمين في اقتحام الكابيتول "سيكون يوماً مظلماً لوزارة العدل"، مضيفاً: "ليس فقط للوزارة.. بل لجهود تحقيق العدالة ككل".

ويصف المسؤولون التحقيقات في اقتحام الكابيتول بأنها الأوسع نطاقاً والأكثر أهمية في تاريخ وزارة العدل، حيث أسفرت المحاسبة القانونية على مدار ثلاث سنوات عن محاكمة أكثر من 1300 شخص، واعترف ما يقرب من 800 شخص بالذنب، في حين أُدين أكثر من 150 شخصاً في المحاكمة بتهم تتعلق بهجوم الكابيتول، وفقاً لأحدث إحصائيات وزارة العدل مع ظهور قضايا جديدة كل يوم.

وحصل المدعون على إدانات ضد أعضاء مجموعتين يمينيتين متطرفتين، "أوث كيبرز" (Oath Keepers) و"براود بويز" (Proud Boys)، بتهم التآمر المثيرة للفتنة، وتلقى قادة تلك الجماعات بعضاً من أطول أحكام السجن الصادرة في قضايا مرتبطة بهجوم الكابيتول.

وكان الآلاف من أنصار دونالد ترامب الرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 وأسفرت عن هزيمة ترامب وفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، قد هاجموا مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن في 6 يناير 2021، وتمكنوا من اقتحام المبنى، وأظهرت تسجيلات فيديو الحشود وهي تقتحم المكاتب وتعتدي بوحشية على رجال الشرطة في المكان.