18-يوليو-2023
Wisam Hashlamoun/Getty Images

Wisam Hashlamoun/Getty Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

تنطلق اليوم الثلاثاء موجة إذاعية للتعريف بقضيّة الأسير المفكّر وليد دقة المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيل منذ عام 1986، والأسرى المرضى والقدامى.

وذكرت "حملة إطلاق سراح الأسير وليد دقة" أنّ الموجة الإذاعية ستبدأ من 11 ظهرًا، وتأتي في يوم ميلاد الأسير وليد دقّة (18 تموز/ يوليو 1961) حيث يبلغ من العمر (62 عامًا).

موجة إذاعية للتعريف بوليد دقة

والأسير وليد دقة من باقة الغربية في المثلث الفلسطيني، أنهى تعليمه المدرسي سنة 1979، والتحق بعد ذلك بالعمل تحت لواء منظمة التحرير، وانضم إلى التجمع الوطني الديمقراطي، وصار عضوًا في لجنته المركزية.

وبعد ثلاثة أعوام من انضمام دقة إلى منظمة التحرير، جرى اعتقاله في 25 آذار 1986، وحكمت عليه المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد، وقد تم تحديد سنوات المؤبد في العام 2012 بـ 37 سنة، ما يعني أن تاريخ تحرره كان يفترض أن يكون في 24 آذار 2023. غير أنه في 28 أيار 2018، أصدرت المحكمة العسكرية في بئر السبع حكمًا جائرًا بحقّه عبر زيادة سنتين إضافيتين على محكوميّته بادّعاء ضلوعه في قضية إدخال هواتف نقالة لتواصل الأسرى مع عائلاتهم. وبناء على ذلك، صار تاريخ تحرره الجديد هو 24 آذار 2025.

وتعرض الأسير وليد دقة لجور نظام المحاكم "الإسرائيلية" منذ أسره وحتى اللحظة. ذلك أنه تم رفض عشرات الالتماسات المتعلقة بتحديد فترة حكمه، والإفراج المبكر "الثلث"، وإزالة تصنيف "أسير عالي خطر الهرب (سغاف)"، والزواج، والإنجاب، ووداع أفراد العائلة (توفي والده نمر دقة في سنة 1998)، وزيارة الأهل لأغراض إنسانية (أصيبت والدته فريدة دقة بمرض الزهايمر منذ العام 2013)، أو الإفراج المبكر للعلاج من المرض بعد أن كُشف عن إصابته بسرطان الدم في سنة 2015. كما لا يزال الاحتلال يرفض الإفراج عنه حتى بعد تشخيص إصابته بمرض (التليف النقوي Myelofibrosis وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم) في 18 كانون الأول 2022. وما يزال الأسير دقة تحت الحراسة المشددة في مستشفى "برزيلاي" في مدينة عسقلان على أجهزة التنفس الاصطناعي بعد تدهور عمل أجهزته الحيوية وخاصة الكلى والرئتين ونقص نسبة الدم. وقد تم استثناء دقة من صفقات الإفراج عن وتبادل الأسرى في الأعوام: 1994، 2008، 2011، 2014.

وتمكَّن الأسير دقة من تحقيق منجزات عدة في قيادة الحركة الفلسطينية الأسيرة، ومواصلة الحياة الاجتماعية، والمساهمة في المشهد الثقافي والأكاديمي الفلسطيني والعربي والعالمي، وبخاصة في دراسات السجن. وقد تعرَّض دقة جرَّاء مواصلته الحياة من السجن لعقوبات مشددة أهمها العزل الانفرادي.

ومن أعمال الأسير دقة: يوميات المقاومة في مخيم جنين 2002 (2004)؛ صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب (2010)؛ حكاية المنسيين في الزمن الموازي (2011)؛ حكاية سرِّ الزيت (2018)؛ حكاية سرِّ السيف (2021)؛ حكاية سرِّ الطيف/الشهداء يعودون إلى رام الله (2022). بالإضافة لعشرات الترجمات والمقالات بالعربية والعبرية التي ترجمت إلى عدة لغات، أبرزها: "الزمن الموازي" (2005)؛ "ميلاد: أكتب لطفل لم يولد بعد" (2011)؛ "حرر نفسك بنفسك" (2020)؛ "السيطرة بالزمن" (2021). كما أن للأسير دقة العديد من المخطوطات، والرسومات، والأشعار، والأغاني، والنصوص السيرية والمسرحية.

وتزوج الأسير دقة، في الأسر، من المناضلة والإعلامية والمترجمة سناء سلامة من مدينة اللد في 10 آب 1999 في سجن عسقلان. ولم تتح لهما القوانين العنصرية لدولة الاحتلال فرصة الإنجاب رغم كل الالتماسات بهذا الصدد، إلى أن وُلدت لهما ابنتهما "ميلاد" في مدينة الناصرة بتاريخ 3 شباط 2020، من نطفة محرَّرة.

وعلى الرغم من انقطاع مسيرته الأكاديمية إثر الأسر، فقد تمكن الأسير دقة من الحصول على شهادتي البكالوريوس والماجستير في السجن، وذلك في دراسات الديمقراطية من الجامعة المفتوحة "الإسرائيلية" في سنة 2010، وفي الدراسات الإقليمية مسار الدراسات "الإسرائيلية" من جامعة القدس في سنة 2016. فيما لم يتمكن من إكمال دراسته للدكتوراه في الفلسفة من جامعة "تل أبيب" بسبب القوانين "الإسرائيلية" الجائرة.