06-نوفمبر-2023
كلمات قالها سكان غزة تحت صدمة موت أحبتهم

كلمات جديدة تُضاف إلى معجم الألم الفلسطيني (الترا صوت)

شهر كامل مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب فيه جيش الاحتلال أكثر من ألف مجزرة، وقتل قرابة 10 آلاف فلسطيني بينهم 3900 طفل، وأباد ما يزيد عن 50 عائلة شُطبت من السجل المدني، وحوّل أحياء بأكملها إلى ركام ومقابر جماعية لأكثر من ألفي فلسطيني لا يزالون تحت الأنقاض، بينهم ألف طفل على الأقل.

ومع دخول العدوان يومه الـ31، فإن "الإبادة الجماعية" العلنية لا تزال متواصلة؛ حملة تطهير عرقي جديدة يسعى الاحتلال من خلالها، وبدعمٍ دولي، إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه عبر القتل والتهجير، الذي يريد دفع الناس إليه عبر تدمير قدرتهم على البقاء من خلال حرمانهم من أدنى مقومات الحياة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

ومنذ ذلك الوقت، شاهدنا جميعًا ما لا يمكن نسيانه وتجاوز ما ينطوي عليه من حزن وقهر ومرارة، وسمعنا جملًا وكلمات لا يزال صداها يتردد في مسامعنا بين وقت وآخر، بما تحمله من ألم عصي على الفهم والتفسير. كلماتٌ وجملٌ كتبت فصلًا جديدًا من فصول "معجم الألم الفلسطيني" الذي يمتد على 75 عامًا. وكل جملة من هذه الجمل حكاية، والحكايات وحدها ما يبقى ويشهد على وحشية هذا الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.


"يوسف، سبع سنين، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو!"

أثناء بحثها عن ابنها المفقود في أحد مستشفيات قطاع غزة، قالت أمٌ فلسطينية لأحد الأطباء تصف ملامحه: "يوسف، سبع سنين، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو". ثم انطلقت تبحث عنه برفقة زوجها الطبيب إلى أن وجداه في المشرحة بين الشهداء.



"بينتقموا منا في الأولاد؟ معلش"

فقد مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزحت العائلة إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي مقطع فيديو ظهر فيه جاثيًا أمام جثامين أبنائه، قال الدحدوح: "بينتقموا منا في الأولاد؟ معلش".



"هي أمي.. بعرفها من شعرها"

في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، انتشر مقطع فيديو تظهر فيه طفلة فلسطينية صُدمت باستشهاد والدتها. وحين حاول المتواجدون في المكان تهدئتها بقولهم إن الجثمان لشهيدة أخرى وليس لوالدتها، قالت الطفلة: "هي والله هي.. أنا بعرفها من شعرها".



"الأولاد ماتوا من دون ما ياكلوا"

في ساحة إحدى مستشفيات قطاع غزة، وقفت امرأة فلسطينية تتساءل باكيةً: "وين الأولاد؟"، قبل أن تضيف أنهم استُشهدوا جراء القصف الإسرائيلي ولكن بطريقة صادمة تنطوي على الكثير من الحزن والقهر والمرارة، حيث قالت: "أقسم بالله، الأولاد ماتوا من دون ما ياكلوا.. يشهد عليّ الله".



"بلكي ألاقيلي واحد عايش"

ارتكب جيش الاحتلال في الحادي والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت مجزرة مروّعة في مخيم جباليا راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح. وعقب وقوع المجزرة، انتشر مقطع فيديو لأب فلسطيني يصرخ: "أولادي الثلاثة راحوا"، ثم أضاف مفجوعًا: "بلكي ألاقيلي واحد عايش".



"وين ولادي؟ وروني ولادي!"

في هذا الفيديو الذي انتشر ظهر اليوم، نرى امرأة فلسطينية تبحث عن أبنائها في إحدى مستشفيات قطاع غزة، بعد قصف الاحتلال لمنزلهم في مدينة دير البلح وسط القطاع، وهي تصرخ فزعة ومنهارة: "ولادي؟ وروني ولادي!".