29-مارس-2023
نتنياهو وبايدن - أرشيف/ getty images

نتنياهو وبايدن - أرشيف/ getty images

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي يقاطعه البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إنّ على الأمريكيين أن يفهموا أنّ "إسرائيل دولة مستقلة، وليست نجمة على العلم الأمريكي"، وذلك على خلفيّة تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بضرورة تراجع نتنياهو عن التعديلات القضائية التي فجّرت أزمة في الشارع الإسرائيلي مؤخرًا.

ايتمار بن غفير: "إسرائيل ليست نجمة على العلم الأمريكي"

وأضاف بن غفير في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أنه يجب أن يكون واضحًا في جميع أنحاء العالم أن الناس هُنا ذهبوا للانتخابات ولديهم رغباتهم. 

وبالإضافة لتصريح بن غفير، قال وزير المعارف الإسرائيلي يوآف كيش: "إننا جميعًا نحترم رئيس الولايات المتحدة ويمكنه أن يعلن موقفه، لكن مع كل الاحترام، "إسرائيل" دولة ذات سيادة والقرارات تتخذ هنا".

كما كتب وزير الثقافة الاسرائيلي ميكي زوهار على تويتر ردًا على كلمات بايدن: "من المحزن أن الرئيس بايدن وقع أيضًا ضحية لأخبار كاذبة انتشرت في إسرائيل ضد إصلاحنا القانوني المبرر".

وعقّب وزير الشتات الإسرائيلي عميشاي شيكلي على تصريحات بايدن بالقول إن "إسرائيل دولة ذات سيادة. يمكن توجيه النقد لها، ولكن الأشخاص الذين يقررون من سيقودها وإلى أين هم أفراد الشعب فقط من خلال مسؤوليهم المنتخبين، كما هو الحال في أمريكا".

ووصف موقع "واللا" العبري الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن للحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو على خلفيّة الأزمة التي سببتها "التعديلات القضائية" التي اقترحتها أحزاب الائتلاف اليمينيّ الإسرائيلي، بأنها "زخة رصاص".

موقع واللا: الانتقادات الأمريكية تؤشّر إلى "خطورة الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة 

واعتبر موقع "واللا" في تقرير مطوّل أن الانتقادات الأمريكية تؤشّر إلى "خطورة الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة"، وأن ذلك قد يسبب ضررًا هائلًا لمكانة "إسرائيل" في أمريكا وحول العالم، باعتبار أن قوة إسرائيل والموقف الدولي تجاهها ينطلقان بشكل مباشر من التحالف القوي مع الولايات المتحدة، وقدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية على فتح الأبواب في واشنطن والتأثير على البيت الأبيض، وأنّ ضعف هذا التحالف في الأسابيع الأخيرة، يقوِّض مكانة "إسرائيل" في مواجهة العديد من الدول، ويضعف الردع الذي تصدره تجاه أعدائها، ومنهم طهران، كما أن ذلك يؤثر على مسار التطبيع مع العالم العربي.

معلّق الشؤون الخارجية في الموقع العبري، باراك رابيد، كتب أنّ "الانتقاد الذي وجهه الرئيس الأمريكي لم يسبق أن وُجِّه لأي زعيم حليف للأمريكيين، ربما باستثناء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان". وقال إنّ جو بايدن بذل جهودًا لتجنّب المواجهة مع نتنياهو بعد عودته إلى مكتب رئيس الحكومة، لكن الرئيس الذي يعرّف نفسه بأنه صهيوني، بدأ صبره ينفد، وأظهر أنه لا يمكن أن "يتسامح مع الإضرار بالديمقراطية في إسرائيل، وإذا عاد رئيس الحكومة لتشريع الانقلاب القضائي، ستزداد الأزمة سوءًا".

وأضاف رابيد أنّ كلمات بايدن "مقلقة على وجه التحديد" بسبب حقيقة أنه (بايدن) من أكثر عناصر الحزب الديمقراطي اعتدالًا وودًا لـ "إسرائيل"، فهو الذي بادر على مدار 50 عامًا إلى سنِّ التشريعات والإجراءات المؤيّدة لـ "إسرائيل" كسيناتور ونائب للرئيس الأمريكي، والآن كرئيس. كما أظهر انتقاد بايدن مدى قلقه من خطّة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف منظومة القضاء، وتأثيرها على الديمقراطية الإسرائيلية ومستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".

ونقل الموقع العبري عن مصدر إسرائيلي قوله إن إدارة بايدن بدأت تتفهّم حقيقة الوضع في "إسرائيل" عندما حضر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى تل أبيب للزيارة قبل بضعة أسابيع، واضطر للقاء نتنياهو ووزير الجيش المُقال يؤاف غالانت في المطار بسبب الاحتجاجات.

واعتبر معلق الشؤون الخارجية في الموقع العبري أنّ القشّة التي قصمت ظهر البعير كانت إقالة نتنياهو لوزير الجيش بعد تصريحه عن ضرورة التراجع عن التشريعات القضائية، وهو ما أغضب الأمريكيين، ودفعهم لإرسال رسائل قاسية إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، وإلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مفادها: "نتوقع أن يوقف نتنياهو التشريع على الفور".

وأوضح الموقع الإلكتروني العبري أن الهدف الذي يريد بايدن تحقيقه من انتقاداته الليلة الماضية، بعد تعليق التشريع بالفعل، كانت تهدف، أيضًا إلى تصحيح الانطباع الذي تركته مقابلة صحيفة "يديعوت أحرنوت" مع السفير الأمريكي لدى "إسرائيل"، توم نيدس، والتي تركت انطباعات بأن "المشكلة تم حلها"، وإضافة لذلك أراد بايدن أن يوضح أنه على عكس كلام السفير، لن تتم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض في وقت قريب.

واستذكر باراك رابيد، علاقة نتنياهو مع بايدين، بالقول إنه و"على الرغم من أن التعارف بين الرجلين يعود إلى أكثر من 40 عامًا، فإن جو بايدن هو الرئيس الرابع الذي تصادم نتنياهو معه، مثلما لم ينسجم مع بيل كلينتون وباراك أوباما، وادعى أنهما حاولا التدخّل في الانتخابات الإسرائيلية والإطاحة به.

ورجّح الموقع العبري أن تنتهز المعارضة الإسرائيلية الضغوط الأمريكية لفرض إملاءات على نتنياهو، بعد أن صرّح الرئيس الأمريكي علنًا بأنه يتوقّع انسحاب نتنياهو من خطّته لإضعاف السلطة القضائية، واعتبر أن ذلك سيؤثر على المفاوضات التي انطلقت في مقر الرئاسة الإسرائيلية بما يعزز أدوات الضغط لقادة المعارضة.

صحيفة "يسرائيل هيوم": "مواجهة سياسية حادة مع أقرب صديق لإسرائيل"، ونتنياهو لم يتلق دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض

من ناحيتها، كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن "مواجهة سياسية حادة مع أقرب صديق لإسرائيل". وعن تجليات الأزمة قالت إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، صرّح الليلة الماضية بأنه وعلى الرغم من التقديرات المختلفة بأنه سيتم إرسال دعوة رسمية في الأسابيع المقبلة، إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، إلا أنه لا توجد، حتى الآن، نيّة للقيام بذلك. وردّ نتنياهو بالقول إن "إسرائيل دولة مستقلة تتخذ قراراتها بإرادة مواطنيها، وليس بناء على ضغوط خارجية، حتى من قبل أعزّ أصدقائنا".

ونوهت "يسرائيل هيوم" إلى أن نتنياهو "لم يتلق بعد دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض، على الرغم من أن رؤساء الحكومات الإسرائيليين عادة ما يزورون واشنطن بعد وقت قصير من تشكيل حكومتهم". وأشارت إلى أنّ بايدن التقى نتنياهو في حفل الاستقبال في مطار بن غوريون الصيف الماضي عندما كان الأخير رئيسًا للمعارضة. 

وفي الأيام الأخيرة، أوضح البيت الأبيض -قبل أن يُعلن نتنياهو تأجيل طرح مشاريع القوانين التي فجّرت الشارع الإسرائيلي، للتصويت في الكنيست- أنه قلقٌ للغاية في ضوء التوتر الداخلي المتفاقم في "إسرائيل".